عبدالله العلمي
5 نوفمبر 2020
في اكتوبر 2010، أكد المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية في تلك الفترة، جو بايدن، أن إدارته ستعيد تقييم العلاقات الأمريكية مع السعودية ولن تساوم على قيمها بهدف بيع الأسلحة أو شراء النفط.
في عام 2014 اعتذر نائب الرئيس الأمريكي بايدن
للسعودية على تصريحات اتهم فيها الرياض بما أسماه "تمويل وتسليح
الإرهاب". إلا أن في سبتمبر 2019 إنتقد بايدن مرة أخرى نهج البيت الأبيض تجاه
السعودية، وتعهد بمراجعة العلاقات مع المملكة في حال انتخابه رئيساً.
من المؤسف أن تصدر مثل هذه المواقف
المتشنجة من مرشح الحزب الديمقراطي لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية التي تربطها
بالسعودية علاقات إستراتيجية قديمة وعريقة. هذا التأرجح في الرأي لا يبشر بالخير، فهو
يمثل عهد الرئيس باراك أوباما الذي أضمر الحقد للسعودية.
بايدن إتهم إدارة الرئيس دونالد ترامب
بتحرير ما أسماه "شيك على بياض" إلى الرياض كي "تتصرف بحصانة في
جميع أنحاء العالم". موازين القوى حول العالم معروفة، إلا أن السعودية حكومة
وشعباً ليست بحاجة لشيك على بياض من أحد لممارسة سياستها داخلياً أو خارجياً.
لا يجب أن تغرنا السيرة الذاتية لجو بايدن
أنه من "معتدلي" الحزب الديمقراطي، فهو يدافع بشراسة عن التوجه اليساري
الذي يكن عداءً عميقاً للسعودية.
الرئيس ترامب دشن خلال زيارته الأولى إلى الرياض
قبل أكثر من ثلاث سنوات، سياسته الخارجية القائمة على إرساء تحالف قوي بين إدارته
ودول خليجية في مواجهة إيران. موقف ترامب من منع إيران تملك القنبلة الذرية واضح
وحازم، أما بايدن، فهو ملتزم بتطبيق إتفاق أوباما النووي مع إيران.
هذه المواقف لن تؤثر على الموقف السعودي من
الإرهاب الإيراني. السعودية من دول
العشرين، وتحتفظ بمكانة اقليمية وعالمية محترمة. بإمكان بايدن تجاهل هذه الحقيقة،
ولكنه لن يستطيع تغييرها.
كلا الفريقين – الديمقراطي والجمهوري - في الولايات المتحدة لهما رؤى مختلفة حول
السعودية والمنطقة العربية. الفروقات بين سياسة (اوباما-بايدن) وسياسة ترامب واضحة
للعيان؛ ترامب بدأ نهجه بالتعاون الاستراتيجي والأمني مع الرياض، بينما أثار سلفه
أوباما شكوك دول مجلس التعاون الخليجي. توجهات ترامب معروفة وتصب في مصلحتنا،
بينما مواقف أوباما كانت تخفي في ثناياها التآمر ضد السعودية والبحرين.
الكتاب يقرأ من عنوانه، إلا أن الأهم ما
بعد إعلان النتيجة. نحن لن نقرأ العنوان فقط، بل سَنَتَعَرف على التفاصيل وكيفية
التعايش معها بكل أريحية لما يخدم مصالحنا الوطنية.
No comments:
Post a Comment