عبدالله العلمي
12 نوفمبر 2020
هذه أهم الملفات التي تقع على عاتق الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، خلال الأشهر الأولى من ولايته، التي تبدأ يوم 20 يناير المقبل.
لاشك أن محاربة جائحة كوفيد-19 ستكون من أولويات الرئيس بايدن. المهمة لن تكون سهلة، فالجائحة أدت إلى وفاة أكثر من 242 ألف شخص في الولايات المتحدة. منظمة الصحة العالمية تحذر من أن حالات كورونا آخذة في الارتفاع في الأمريكيتين، حيث سجلت 150 ألف حالة يوميا في المتوسط في الأسبوع الماضي. انتقد الديمقراطيون قرار ترامب بالخروج من المنظمة العابرة للحدود الوطنية وسط الجائحة، كما دافع ترامب عن هذه الخطوة باعتبارها وسيلة لمحاسبة المنظمة على الأخطاء المزعومة خلال الوباء. نية بايدن إعادة الولايات المتحدة إلى منظمة الصحة العالمية عند تولي منصبه يعني بذل جهود أوسع لمكافحة فيروس كورونا.
أما الأولوية الأخرى فربما تكون التصويت على خطة مساعدات ضخمة لإنعاش الاقتصاد. هذا يعني رفع الضرائب على الشركات الكبرى في الداخل والخارج. على بايدن إحراز تفوق على ما حققه ترامب في الشق الاقتصادي والذي كان مُجزياً جداً. بإختصار، ينبغي على إدارة بايدن إعادة بناء الاقتصاد، وخلق الملايين من فرص العمل الجديدة. أما الطاقة فهي أيضاً من ضمن تعهدات الرئيس المنتخب بايدن وتحديداً الطاقة المتجددة.
ماذا عن الضرائب؟ قد يسعى بايدن لإعادة استثمار عائدات الضرائب في ثلاثة برامج هامة هي المرافق الاجتماعية والتعليم وتحديث البنى التحتية. عدة مواقع استطلاع امريكية كشفت عن أن أثرياء الولايات المتحدة بدأوا بتحصين ثرواتهم خشية رفع الضرائب من الرئيس القادم جو بايدن.
إعادة الإعتراف بإتفاقية باريس للمناخ قد تكون أيضاً من أهداف بايدن والتي انسحب منها الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2017. هذه فرصة ذهبية لبايدن لتحقيق وعوده بإطلاق برنامج حول المناخ لتصبح الطاقة النظيفة بنسبة 100 في المئة بحلول عام 2050.
من وعود بايدن الأخرى تعيين لجنة وطنية من جهابزة الحزبين الديمقراطي والجمهوري لتقديم اقتراحات لإصلاح النظام القضائي. هذا البرنامج يشمل تطوير بدائل للسجن التي تحدث عنها بايدن طويلاً في حملاته الإنتخابية.
أما موقف جو بايدن من العرب والمسلمين فهو غير واضح. بايدن وعد بإلغاء مرسوم الهجرة الذي أصدره، دونالد ترامب، والذي يحظر دخول مواطني عدة دول، معظمهم من المسلمين. لا ننسى أن نائبة بايدن، كامالا هاريس هي ابنة عائلة مهاجرة (والدها من جامايكا وأمها من الهند) وهي أول سوداء ستشغل منصب نائبة الرئيس.
من تعهدات بايدن الانتخابية الأخرى تمرير قانون ضد الجرائم العنصرية ومعالجة إجراءات احتجاز طالبي اللجوء للأراضي الأمريكية. قد يحدد هذا المشروع في حال تطبيقه، مستقبل 11 مليون مهاجر غير شرعي يعيشون في الولايات المتحدة، إضافة لحوالي 700 ألف شاب وصلوا بشكل غير قانوني إلى الولايات المتحدة. كذلك قد يعيد بايدن العمل ببرنامج العمل المؤجل للقادمين من الأطفال. إلا أن على بايدن بالمقابل طرح مبادرات لحلحلة التوتر التي اتسمت بأبعاد عرقية في الشارع في عواصم بعض الولايات، والتي قد تتطور للعصيان المسلح.
من أهداف الرئيس المنتخب بايدن إعادة بناء علاقات أميركا مع حلفائها المقربين والمنظمات الدولية. ماذا عن سياسة بايدن تجاه الدول العربية؟ ربما، أقول ربما، سيتغير الخطاب السياسي لبايدن تجاه قضايا الدول العربية. من الواضح أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة قد تأخذ نفس مسار الرئيس أوباما.
موقف الرئيس المنتخب من النظام الإيراني سيحتل منصة هامة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة. معظم دول العالم تعتبر النظام الإيراني داعماً للإرهاب، بل وأن إيران لا تحترم القوانين الدولية المتعارف عليها. أوباما انحاز لصالح طهران بعد التوصل معها إلى اتفاق نووي، بينما ألغى الرئيس الجمهوري ترامب فيما بعد هذا الإتفاق. إلا أن الأمور في عهد بايدن قد تعود لما كانت عليه إبان فترة حكم الرئيس أوباما.
أما موقف بايدن من جماعة الإخوان المسلمين وجماعات العنف الأخرى فسيكون من الملفات الهامة والشائكة في توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة. عقبت جماعة الإخوان المسلمين على إعلان فوز الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، متمنية له وللشعب الأمريكي "دوام العيش الكريم" داعية إياه في الوقت ذاته إلى مراجعة ما وصفته بـ"سياسة دعم ومساندة الديكتاتوريات" حسب تعبيرها. يأتي هذا التصريح المضحك في وقت اعتبر العديد من دول العالم جماعة الاخوان عصابة ارهابية.
بايدن ربما سيلغي سياسة مكسيكو سيتي، التي أعادها ترامب بعد فترة وجيزة من توليه منصبه في عام 2017. تقيد هذه السياسة التمويل الدولي للمنظمات التي تروج للإجهاض. كذلك من المحتمل أن لا يطبق بايدن السياسات الأخرى التي قد تُضعف قانون الرعاية الميسرة.
المشاريع السابق ذكرها هي بداية جهد واضح للتراجع عن مجموعة من السياسات التي اتبعها ترامب. وكالات الأنباء ووسائل الإعلام تؤكد أن الرئيس بايدن يخطط، في أول يوم له في البيت الأبيض ، لسن عدة أوامر تنفيذية تقضي على جهود الرئيس ترامب بشأن تلك القضايا.
المؤسسة الرئاسية في الولايات المتحدة لها مكانتها المهمة داخلياً وخارجياً. ستكون مسؤولية الرئيس الجديد بايدن والتحدي الأكثر صعوبة المحافظة على هذه المكانة وتعظيمها.
No comments:
Post a Comment