خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز يستقبل في الرياض رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان في الفاتيكان، الكاردينال، جان لويس توران (ابريل 2018)
عبدالله العلمي*
13 نوفمبر 2024
في مثل هذا اليوم، 13 نوفمبر 2017، قام البطريرك بشارة بطرس الراعي بزيارة إلى الرياض في أول زيارة رسمية لبطريرك ماروني إلى السعودية وثاني زيارة لرجل دين مسيحي منذ حوالي 40 سنة. وفي 13 أبريل 2018، حطت طائرة رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان في دولة الفاتيكان الكاردينال جان لويس توران في الرياض. لم تكن الزيارة عادية، فقد وقع الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد العيسى مع بابا الفاتيكان اتفاقية تعاون لإنشاء لجنة عمل بين الرابطة والمجلس البابوي لتحقيق "الأهداف المشتركة".
تعبيراً عن
إحترام وتقدير السعودية لعقائد الآخرين، وتعزيزاً للتفاهم بين الأمم والشعوب
والأفراد، أقام مركز الملك عبد العزيز للتواصل الحضاري في 23 ابريل 2024 ندوة
بعنوان "التسامح بين أتباع الأديان والثقافات" بحضور عدد من أصحاب
المعالي والكتاب والإعلاميين بالرياض. كذلك شاركت السعودية مع زعماء الأديان
المختلفة في الاجتماع الـ22 للأمانة العامة للمؤتمر الدولي لزعماء الأديان في 8
اكتوبر 2024 في جمهورية كازاخستان، للتوصل إلى رؤى مشتركة وحلول فاعلة للكثير من
القضايا الإنسانية. هذه اللقاءات ألقت الضوء بوضوح على البعد الديني
والاجتماعي لمفهوم التسامح والتعايش مع جميع الثقافات.
لم تتوقف
السعودية هنا، بل مضت بدعم منظومة القيم الإنسانية المتعارف عليها مع مختلف دول
العالم وكافة الأديان. كذلك أنشأت المملكة "مركز الملك عبدالعزيز للتواصل
الحضاري" لتطبيق مبدأ الحوار، واحترام التنّوع والاختلاف، مع
المحافظة على الوحدة الوطنية. كما أسست "مركز الملك عبدالله بن
عبدالعزيز العالمي للحوار بين اتباع الأديان والثقافات" لغرس صفات التقدير
المتبادل، ومنع نشوب النزاعات وسوء الفهم والعداوات. هذه أدلة واضحة على أن
المملكة من أبرز دول العالم التي تدعو في المحافل والمؤتمرات العالمية للتواصل
والتوافق مع الدول التي تنادي بوأد الخلافات وإحلال السلام.
في منتصف عام
2017، لبيتُ دعوة كريمة لحضور "غبقة رمضانية" في كنيسة (القلب المقدس)
في المنامة والتي احتضنت جميع مكونات المجتمع البحريني الكريم. الهدف هو نقل رسالة
حضارية من شعب البحرين إلى جميع شعوب العالم بكل خلفياتهم ودياناتهم وطوائفهم. هذا
ليس بغريب على أهل البحرين، فهذا البلد العريق بتاريخه وشعبه يحتضن مختلف
الأديان والطوائف بما فيها الأوقاف السنية والجعفرية والأرثوذكس والكنيسة
الكاثوليكية، والجميع هناك يعيش بمودة ومحبة ووِئام.
آخر الكلام. شد
انتباهي إشادة رئيس المجلس البابوي أثناء زيارته للرياض بالجهود التي تبذلها رابطة
العالم الإسلامي لتعزيز العلاقات الإيجابية والبناءة مع أتباع الأديان الأخرى
وخاصة المسيحيين. الكاردينال جان لويس توران أشار خلال الزيارة إلى أن
"نفس العناية الإلهية التي قادت خطاكم إلى روما لمقابلة البابا فرانسيس
والمجلس البابوي، هي التي جمعتنا اليوم في السعودية، مهبط الإسلام وبلد الحرمين
الشريفين، أهم مكانين مقدسين بالنسبة للمسلمين".
رغم إختلاف
المذاهب والمعتقدات، فلا عوائق تتعارض مع إحترام السعودية لجميع الشعوب والأوطان
والأديان.
* كاتب سعودي