November 26, 2020

خزان الوقود 103

عبدالله العلمي*

26 نوفمبر 2020

 

أجبت على سؤال إحدى القنوات الإعلامية هذا الأسبوع حول الهجوم الصاروخي في 23 نوفمبر الحالي على محطة لتوزيع المنتجات البترولية في جدة. الجاني معروف؛ السعودية أبلغت مجلس الأمن الدولي بأن جماعة الحوثي اليمنية هي المسؤولة عن الهجوم.

الصاروخ المتسلل في ظلام الحقد أصاب صهريج التخزين، الذي تبلغ طاقته 500 ألف برميل. بفضل الله لم يُصب أحد خلال هذا الاعتداء الإرهابي. كالعادة، أولوية أرامكو السعودية القصوى هي دائماً سلامة موظفيها ومقاوليها، وستظل كذلك.

السعودية حثت مجلس الأمن على وقف التهديد المحدق بأمن الطاقة العالمية، والعملية السياسية الخاصة باليمن والأمن الإقليمي. في نفس الوقت، حافظت السعودية بهدوء رصين على استمرارية أداء شركتها، لم يكن هناك أيّ تأثير على إمدادات شركة ارامكو السعودية لعملائها.

تعرضت أرامكو السعودية لعدة اعتداءات إرهابية خلال السنوات الأخيرة، أبرزها في بقيق - خريص في عام 2019م، وأظهرت الشركة تعاملها مع آثارها بسرعة وفعالية مراراً وتكراراً. السعودية تعاملت بحرفية عالية مع الحادث الأخير وأكدت أنها لن تدخر جهداً لحماية أراضيها ومواطنيها. تم إخماد الحريق بسرعة بفضل الإجراءات السريعة والحاسمة لفرق الاستجابة للطوارئ، والتطبيق الفعّال لأنظمة السلامة.

تواصلت الإدانات الدولية للهجوم الإرهابي، مؤكدة تضامنها ووقوفها مع السعودية. هذه الاعتداءات الإرهابية ليست مجرد اعتداءات على المملكة، إنما هي اعتداءات على الاقتصاد العالمي بأكمله، وإمدادات النفط إلى الأسواق الدولية.

العالم كله تقريباً وقف بجانب السعودية. استمعنا لتنديدات صارخة عبر ميكروفونات الاذاعات طبعاً. دعم العالم ما تتخذه الرياض من إجراءات لحماية منشآتها الحيوية والاقتصادية ضد كل من يحاول المساس بأمنها واستقرارها، نقطة في آخر السطر.

الاحتواء السريع للحريق يمثّل دليلًا على كفاءة وشجاعة موظفي شركة ارامكو السعودية المدربين تدريباً جيداً. نحن فخورون للغاية بشجاعة وتفاني ومهنية جميع المشاركين في الاستجابة. إن مرونة الشركة في مواجهة مثل هذا الاعتداء الإرهابي يوضح التزامها باستمرار إمدادات العالم بالطاقة.

بعض دول العالم أيضاً كانت ملتزمة بمواجهة هذا العمل الإرهابي. الوكالة الدولية للطاقة "ما قصرت"، بل دعت إلى ضرورة (التيقظ) تجاه التهديدات التي تطال أمن الطاقة. الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش أبدى قلقه (جزاه الله خيراً)، نعم هو نفسه الذي دعا بقوة وصرامة إلى سيادة القانون فورا في مالي، ونادى لإعادة البناء بشكل أفضل في أمريكا اللاتينية. كنا نأمل أن تنادي الأمم المتحدة بسيادة القانون "فوراً" في طهران، وأن تنادي لإعادة البناء في اليمن المحتلة من قبل الميليشيات الإيرانية.

لم تتأخر بعض الميكروفونات (جزاها الله خيراً) عن تضامنها (الكامل) مع السعودية إزاء هذه الهجمات الإرهابية. شكراً لدعم إذاعات الدول الصديقة التي "رفضت" و "ادانت" و "شجبت" و "استنكرت".

الخلاصة؛ هذه هي السعودية. تم إطفاء الحريق في [40] دقيقة، واستؤنفت العمليات في جدة بعد [3] ساعات فقط من الهجوم، مما يؤكد موثوقية خطط وتدابير استمرارية الأعمال لدى أرامكو السعودية.

هذه هي السعودية في مواجهة العمليات والهجمات الإرهابية التي تشنها الجماعات والتيارات الإرهابية الرامية إلى النيل من أمن واستقرار هذا الوطن الغالي.


November 23, 2020

إعادة الاطمئنان لشعوب العالم

 

عبدالله العلمي*

23 نوفمبر 2020

 

في الوقت الذي لا يزال فيه العالم يصارع فيروس كورونا المستجد، اتجهت الأنظار خلال اليومين الماضيين إلى السعودية، حيث عُقِدت قمة العشرين عن بُعد برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز.

أرصد هنا الحقائق والاحصائيات والمؤشرات الهامة التالية:

 

o       أضافت السعودية خلال 4 أشهر 4 آلاف سرير عناية مركزة، مشكلاً زيادة 60 في المائة، عما كان إجمالي الأسرة في العقود الماضية، إضافة إلى تجهيز 25 مستشفى لجائحة كورونا، وإجراء أكثر من 9 ملايين فحص مخبري، وأكثر من 12 مليون استشارة طبية.

o       السعودية أحد أفضل 10 دول في العالم في التعامل مع تبعات هذه الجائحة، وهذه إشادات موثقة من مختلف المنظمات والجهات الدولية.

o       عدد الأنظمة التي تم إصلاحها في السعودية خلال السنوات الأخيرة، بلغت 72 نظاماً ولائحة، وعدد الأنظمة التي تُدرس الآن في هيئة الخبراء وغيرها من الجهات، تتجاوز 200 نظام ولائحة.

o       حقق "برنامج الرؤية" في المملكة العربية السعودية إصلاحات هيكلية شملت 13 وزارة، إضافة إلى العديد من الإصلاحات الإجرائية.

o       السعودية حققت المركز الأول عالمياً لإصلاح بيئة الأعمال في تقرير ممارسة الأعمال 2020م، مما يساهم بتعزيز الثقة الدولية في المملكة كوجهة استثمارية عالمية.

o       السعودية حققت نتائج إيجابية ملموسة بمجالات سياسات الاقتصاد الكلي، والتعامل مع ديون الدول النامية، والاستثمار، والتجارة العالمية.

o       حققت السعودية المركز الأول في التنافسية الرقمية على مستوى دول مجموعة العشرين في الثلاث السنوات الماضية واستثمرت ما يزيد على 55 مليار ريال في البنية الرقمية.

o       حوالي 80% من الخدمات في السعودية تُقدم إلكترونياً. السعودية قفزت 40 مركزاً في مؤشر البنية التحتية الرقمية لتقنية المعلومات، وأصبحت أولى دول العالم في سرعات الجيل الخامس، ومن ضمن الدول العشر الأولى عالمياً في سرعات "الإنترنت".

o       كشفت السعودية عزمها إنفاق ما يقارب من 20 مليار دولار خلال السنوات الـ10 المقبلة حتى العام 2030، مشيرة إلى أنها تعتزم إنشاء 300 شركة متخصصة في التقنية والمعلومات والبيانات.

o       تعمل السعودية على إنشاء أكثر من 300 شركة ناشئة؛ ليتم استثمار الذكاء الاصطناعي كمكون لاقتصاد بديل من خلال شركات الابتكار.

o       أنشأت السعودية في عام 2019 منصة (إشراف) المبنية على الذكاء الاصطناعي، بالاعتماد على بنك المعلومات الوطني، ومن خلال هذه المنصة استطاعت السعودية أن تحرز وفورات وإيرادات 43 مليار ريال في عام 2019 فقط.

o       من أهداف السعودية تدريب 40 في المائة من القوى العاملة على الذكاء الاصطناعي، بوجود أكثر من 20 ألف متخصص في مجال البيانات، بالإضافة إلى استحداث 40 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة تتعلق بمجال البيانات والذكاء الاصطناعي.

o       "في مجال الطاقة، تنص سياسة ارامكو السعودية على متطلبات وشروط للمحتوى المحلي في عقود المشتريات للسلع و الخدمات بما يحقق اهداف برنامج اكتفاء من رفع معدل المحتوى المحلي الى ٧٠٪؜، توليد الوظائف للسعوديين و زيادة معدلات التصدير"

o       حصلت السعودية على المرتبة الأولى خليجياً والثانية عربياً من بين 190 دولة في تقرير "المرأة، أنشطة الأعمال 2020" الصادر عن مجموعة البنك الدولي.

o       الإيرادات غير النفطية في السعودية جاءت من الاستثمارات ورسوم المقابل المالي والجمارك وضريبة الاستقطاع الخاصة بمنتجات معينة.

o       تخطط السعودية لضخ ما يقدر بـ67 مليار دولار لاستثماراتها على مدى العقد المقبل لتحقيق أهدافها السياحية. من ضمن هذه الخطط بناء 854 ألف غرفة فندقية إضافية في المملكة بحلول عام 2030، منها %70 ممولة من القطاع الخاص، وزيادة سعة المطارات لاستيعاب 100 مليون مسافر في2030، إضافة لفرص استثمارية أكبرها مشروع البحر الأحمر، ونيوم، والقدية، وأمالا.

o       أما عن "وباء" الفساد، فقد أعادت السعودية هيكلة جهاز مكافحة الفساد. قامت وزارة التجارة بنحو 370 ألف جولة رقابية في 13 منطقة، ورصدت ما يقارب 3700 مخالف، وضبطت 500 طن من المواد الغذائية، إضافة إلى ضبط 25 منتج من الكمامات والمعقمات، و280 طنا من الأرز.

o       السعودية في أثناء جائحة كورونا رفعت المخالفات على الفساد لتصل إلى مليون ريال لمن خالف أو تلاعب بالأسعار. الأموال المُستردة تعد مالاً ملكا للمواطنين، وتتم إعادتها لخزينة الدولة، وسيتم تسجيلها ضمن الإيرادات، وتُعلن في ميزانية كل عام، كما سيعاد ضخها للصرف على مشاريع البنية التحتية، وبذلك تعود للمواطن عن طريق تمويل هذه المشاريع.

o       السعودية قفزت إلى المركز 51 في مؤشر مدركات الفساد الصادر عن منظمة الشفافية الدولية عام 2019، كما حققت المرتبة العاشرة من بين دول مجموعة العشرين.

o       نجاح خطة محاربة الفساد في السعودية وفَّرت على الدولة نحو 15 في المائة من الهدر.

o       مجموع متحصلات تسويات مكافحة الفساد في السعودية بلغت 247 مليار ريال في الثلاث سنوات الماضية، بما يمثل 20% من إجمالي الإيرادات غير النفطية، بالإضافة إلى أصول أخرى بعشرات المليارات نُقلت لوزارة المالية.

o       تعتزم المملكة إطلاق مناطق اقتصادية خاصة في 2021، كما أن الاستثمار الأجنبي المباشر في المملكة زاد 12% في النصف الأول من 2020 مقارنة بالفترة نفسها قبل عام.

o       أولوية السعودية حالياً هي حماية الأرواح والحفاظ على الوظائف وركائز المعيشة، ومكافحة الجائحة وتبعاتها الصحية والاجتماعية والاقتصادية.

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قال في كلمته في افتتاح إجتماعات قمة قادة دول العشرين (G20) افتراضياً في المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع: "إنني على ثقة بأن جهودنا المشتركة خلال قمة الرياض سوف تؤدي إلى آثار مهمةٍ وحاسمةٍ وإقرار سياساتٍ اقتصاديةٍ واجتماعية من شأنها إعادة الاطمئنان والأمل لشعوب العالم".

*كاتب سعودي

November 19, 2020

قمة العشرين تنافس الاقتصاد والصحة

 

عبدالله العلمي

19 نوفمبر 2020

استضافة الرياض مجموعة العشرين خلال 21-22 نوفمبر 2020 فرصة رائدة على مستوى العالم. تعد مجموعة العشرين المنتدى الرئيس للتعاون الاقتصادي الدولي وتضم قادة من جميع القارات يمثلون دولًا متقدمةً وناميةً، وتمثل الدول الأعضاء في مجموعة العشرين مجتمعةً، حوالي 80% من الناتج الاقتصادي العالمي، وثلثي سكان العالم، وثلاثة أرباع حجم التجارة العالمية.

أثبت المشروع السعودي التنموي خلال السنوات الماضية حرص المملكة على التقدم والتطوير الاقتصادي والصناعي وفي العلاقات الدولية.

لعلي أطرح بعض الأمثلة على أرض الواقع.

السعودية حققت المركز الأول عالمياً لإصلاح بيئة الأعمال في تقرير ممارسة الأعمال 2020م، مما يساهم بتعزيز الثقة الدولية في المملكة كوجهة استثمارية عالمية. السعودية حققت نتائج إيجابية ملموسة بمجالات سياسات الاقتصاد الكلي، والتعامل مع ديون الدول النامية، والاستثمار، والتجارة العالمية. سياسة المملكة واضحة بضرورة تحقيق مشاركة قطاع الأعمال في صناعة القرارات الاقتصادية، مما كان لها عظيم الأثر في قيام شراكة فاعلة بين القطاعين العام والخاص.

السعودية قفزت إلى المركز 51 في مؤشر مدركات الفساد الصادر عن منظمة الشفافية الدولية عام 2019، كما حققت المرتبة العاشرة من بين دول مجموعة العشرين. نجاح خطة محاربة الفساد في السعودية وفَّرت على الدولة نحو 15 في المائة من الهدر. سمو الأمير محمد بن سلمان كان واضحاً بتصريحه مؤخراً أن مجموع متحصلات تسويات مكافحة الفساد بلغت 247 مليار ريال في الثلاث سنوات الماضية، بما يمثل 20% من إجمالي الإيرادات غير النفطية، بالإضافة إلى أصول أخرى بعشرات المليارات نُقلت لوزارة المالية. هذه أمثلة واقعية على تحقيق أهداف المملكة لمحاربة الفساد.

حققت المملكة المركز الأول في التنافسية الرقمية على مستوى دول مجموعة العشرين في الثلاث السنوات الماضية واستثمرت ما يزيد على 55 مليار ريال في البنية الرقمية. كذلك قفزت المملكة 40 مركزاً في مؤشر البنية التحتية الرقمية لتقنية المعلومات، وأصبحت أولى دول العالم في سرعات الجيل الخامس، ومن ضمن الدول العشر الأولى عالمياً في سرعات "الإنترنت".

في مجال الطاقة، اعتمدت أرامكو السعودية إستراتيجية جديدة للمقاولات في مشاريع الشركة تركز على تأسيس أعمال جديدة وتطوير شراكات على أسس الاستدامة والتقنيات الحديثة. سياسة ارامكو تنص على الالتزام باستخدام 39% كحدٍ أدنى من المحتوى المحلي، على أن ترتفع لتصبح 60% خلال ستة أعوام. كل هذه العوامل تساهم في تحقيق أهداف برنامج (اكتفاء) لزيادة المحتوى المحلي.

أما السياسات الاجتماعية في المملكة فهي معروفة وتعتمد على التآخي والتعاون وحسن النوايا. المرأة والرجل متساويان في السعودية، وقد حصلت المملكة على المرتبة الأولى خليجياً والثانية عربياً من بين 190 دولة في تقرير "المرأة، أنشطة الأعمال 2020" الصادر عن مجموعة البنك الدولي.

السعودية ماضية بقوة وعزم لإنجاح قمة مجموعة العشرين بروح التعاون مع جميع الدول، خصوصاً في ظل أزمةٍ عاتية تعصف بالاقتصاد والصحة في جميع دول العالم.

November 18, 2020

We don’t need German military equipment

 

Abdullah Al Alami*

November 18, 2020

Saudi Arabia was very clear in its response to Germany over its ban on arms sales to the Kingdom. Saudi Minister of State for Foreign Affairs Adel Al-Jubeir slammed Berlin over this ban describing it as "wrong" and "illogical".

How did it all start? German Chancellor Angela Merkel's coalition agreed in March 2018 to prevent arms from being delivered to any country “directly involved in the war in Yemen”. Prior to the ruling, Germany exported €254 million ($300 million) to Saudi in 2017.

I believe the German move is illogical and means nothing to Riyadh for a couple of reasons. First, Saudi Arabia pointed out in many instances that the war in Yemen is a legitimate war, as Riyadh was forced into it. The second reason is that Saudi Arabia arms purchases are not limited to Germany, but a number of other countries.

German weapons do not make a difference to Riyadh, Saudi Arabia confirmed it doesn't need German military equipment anyway.

Not only Germany took that awkward step, but it is also pushing other European Union member states to follow its example in stopping arms exports to Saudi Arabia.

Saudi Arabia emphasized it did not want to put pressure on Germany over the arms issue, there are plenty of other sources.

Well, after being extended many times, Germany’s ban on arms exports to Saudi Arabia will again come up for discussion in the coming weeks as the latest deadline, Dec. 31, draws closer.

Saudi Arabia position is firm; it had indicated many times that people need to look at Saudi involvement in the war in Yemen from a balanced perspective. Some countries still don’t understand that Saudi Arabia was forced into this war.

I still believe that cooperation between Saudi Arabia and Germany will continue. Saudi German relations go a long way; the 1929 Friendship Treaty between Germany and what was then the Kingdom of Hijaz and Najd is well documented. The presence of the Saudi Ministry of Investment in Germany, as well as intensified efforts by the German Saudi Liaison Office for Economic Affairs in the Kingdom will continue to help both countries’ investments and cooperation.

*Saudi writer

abdulla.alami@gmail.com

November 12, 2020

ملفات بايدن

عبدالله العلمي

12 نوفمبر 2020

 

هذه أهم الملفات التي تقع على عاتق الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، خلال الأشهر الأولى من ولايته، التي تبدأ يوم 20 يناير المقبل.

لاشك أن محاربة جائحة كوفيد-19 ستكون من أولويات الرئيس بايدن. المهمة لن تكون سهلة، فالجائحة أدت إلى وفاة أكثر من 242 ألف شخص في الولايات المتحدة. منظمة الصحة العالمية تحذر من أن حالات كورونا آخذة في الارتفاع في الأمريكيتين، حيث سجلت 150 ألف حالة يوميا في المتوسط في الأسبوع الماضي. انتقد الديمقراطيون قرار ترامب بالخروج من المنظمة العابرة للحدود الوطنية وسط الجائحة، كما دافع ترامب عن هذه الخطوة باعتبارها وسيلة لمحاسبة المنظمة على الأخطاء المزعومة خلال الوباء. نية بايدن إعادة الولايات المتحدة إلى منظمة الصحة العالمية عند تولي منصبه يعني بذل جهود أوسع لمكافحة فيروس كورونا.

أما الأولوية الأخرى فربما تكون التصويت على خطة مساعدات ضخمة لإنعاش الاقتصاد. هذا يعني رفع الضرائب على الشركات الكبرى في الداخل والخارج. على بايدن إحراز تفوق على ما حققه ترامب في الشق الاقتصادي والذي كان مُجزياً جداً. بإختصار، ينبغي على إدارة بايدن إعادة بناء الاقتصاد، وخلق الملايين من فرص العمل الجديدة. أما الطاقة فهي أيضاً من ضمن تعهدات الرئيس المنتخب بايدن وتحديداً الطاقة المتجددة.

ماذا عن الضرائب؟ قد يسعى بايدن لإعادة استثمار عائدات الضرائب في ثلاثة برامج هامة هي المرافق الاجتماعية والتعليم وتحديث البنى التحتية. عدة مواقع استطلاع امريكية كشفت عن أن أثرياء الولايات المتحدة بدأوا بتحصين ثرواتهم خشية رفع الضرائب من الرئيس القادم جو بايدن.

إعادة الإعتراف بإتفاقية باريس للمناخ قد تكون أيضاً من أهداف بايدن والتي انسحب منها الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2017. هذه فرصة ذهبية لبايدن لتحقيق وعوده بإطلاق برنامج حول المناخ لتصبح الطاقة النظيفة بنسبة 100 في المئة بحلول عام 2050.

من وعود بايدن الأخرى تعيين لجنة وطنية من جهابزة الحزبين الديمقراطي والجمهوري لتقديم اقتراحات لإصلاح النظام القضائي. هذا البرنامج يشمل تطوير بدائل للسجن التي تحدث عنها بايدن طويلاً في حملاته الإنتخابية.

أما موقف جو بايدن من العرب والمسلمين فهو غير واضح. بايدن وعد بإلغاء مرسوم الهجرة الذي أصدره، دونالد ترامب، والذي يحظر دخول مواطني عدة دول، معظمهم من المسلمين. لا ننسى أن نائبة بايدن، كامالا هاريس هي ابنة عائلة مهاجرة (والدها من جامايكا وأمها من الهند) وهي أول سوداء ستشغل منصب نائبة الرئيس.

من تعهدات بايدن الانتخابية الأخرى تمرير قانون ضد الجرائم العنصرية ومعالجة إجراءات احتجاز طالبي اللجوء للأراضي الأمريكية. قد يحدد هذا المشروع في حال تطبيقه، مستقبل 11 مليون مهاجر غير شرعي يعيشون في الولايات المتحدة، إضافة لحوالي 700 ألف شاب وصلوا بشكل غير قانوني إلى الولايات المتحدة. كذلك قد يعيد بايدن العمل ببرنامج العمل المؤجل للقادمين من الأطفال. إلا أن على بايدن بالمقابل طرح مبادرات لحلحلة التوتر التي اتسمت بأبعاد عرقية في الشارع في عواصم بعض الولايات، والتي قد تتطور للعصيان المسلح.

من أهداف الرئيس المنتخب بايدن إعادة بناء علاقات أميركا مع حلفائها المقربين والمنظمات الدولية. ماذا عن سياسة بايدن تجاه الدول العربية؟ ربما، أقول ربما، سيتغير الخطاب السياسي لبايدن تجاه قضايا الدول العربية. من الواضح أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة قد تأخذ نفس مسار الرئيس أوباما.

موقف الرئيس المنتخب من النظام الإيراني سيحتل منصة هامة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة. معظم دول العالم تعتبر النظام الإيراني داعماً للإرهاب، بل وأن إيران لا تحترم القوانين الدولية المتعارف عليها. أوباما انحاز لصالح طهران بعد التوصل معها إلى اتفاق نووي، بينما ألغى الرئيس الجمهوري ترامب فيما بعد هذا الإتفاق. إلا أن الأمور في عهد بايدن قد تعود لما كانت عليه إبان فترة حكم الرئيس أوباما.

أما موقف بايدن من جماعة الإخوان المسلمين وجماعات العنف الأخرى فسيكون من الملفات الهامة والشائكة في توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة. عقبت جماعة الإخوان المسلمين على إعلان فوز الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، متمنية له وللشعب الأمريكي "دوام العيش الكريم" داعية إياه في الوقت ذاته إلى مراجعة ما وصفته بـ"سياسة دعم ومساندة الديكتاتوريات" حسب تعبيرها. يأتي هذا التصريح المضحك في وقت اعتبر العديد من دول العالم جماعة الاخوان عصابة ارهابية.

بايدن ربما سيلغي سياسة مكسيكو سيتي، التي أعادها ترامب بعد فترة وجيزة من توليه منصبه في عام 2017. تقيد هذه السياسة التمويل الدولي للمنظمات التي تروج للإجهاض. كذلك من المحتمل أن لا يطبق بايدن السياسات الأخرى التي قد تُضعف قانون الرعاية الميسرة.

المشاريع السابق ذكرها هي بداية جهد واضح للتراجع عن مجموعة من السياسات التي اتبعها ترامب. وكالات الأنباء ووسائل الإعلام تؤكد أن الرئيس بايدن يخطط، في أول يوم له في البيت الأبيض ، لسن عدة أوامر تنفيذية تقضي على جهود الرئيس ترامب بشأن تلك القضايا.

المؤسسة الرئاسية في الولايات المتحدة لها مكانتها المهمة داخلياً وخارجياً. ستكون مسؤولية الرئيس الجديد بايدن والتحدي الأكثر صعوبة المحافظة على هذه المكانة وتعظيمها.

November 5, 2020

الأهم ما بعد إعلان النتائج

عبدالله العلمي

5 نوفمبر 2020


في اكتوبر 2010، أكد المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية في تلك الفترة، جو بايدن، أن إدارته ستعيد تقييم العلاقات الأمريكية مع السعودية ولن تساوم على قيمها بهدف بيع الأسلحة أو شراء النفط.

في عام 2014 اعتذر نائب الرئيس الأمريكي بايدن للسعودية على تصريحات اتهم فيها الرياض بما أسماه "تمويل وتسليح الإرهاب". إلا أن في سبتمبر 2019 إنتقد بايدن مرة أخرى نهج البيت الأبيض تجاه السعودية، وتعهد بمراجعة العلاقات مع المملكة في حال انتخابه رئيساً.

من المؤسف أن تصدر مثل هذه المواقف المتشنجة من مرشح الحزب الديمقراطي لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية التي تربطها بالسعودية علاقات إستراتيجية قديمة وعريقة. هذا التأرجح في الرأي لا يبشر بالخير، فهو يمثل عهد الرئيس باراك أوباما الذي أضمر الحقد للسعودية.

بايدن إتهم إدارة الرئيس دونالد ترامب بتحرير ما أسماه "شيك على بياض" إلى الرياض كي "تتصرف بحصانة في جميع أنحاء العالم". موازين القوى حول العالم معروفة، إلا أن السعودية حكومة وشعباً ليست بحاجة لشيك على بياض من أحد لممارسة سياستها داخلياً أو خارجياً.

لا يجب أن تغرنا السيرة الذاتية لجو بايدن أنه من "معتدلي" الحزب الديمقراطي، فهو يدافع بشراسة عن التوجه اليساري الذي يكن عداءً عميقاً للسعودية.

الرئيس ترامب دشن خلال زيارته الأولى إلى الرياض قبل أكثر من ثلاث سنوات، سياسته الخارجية القائمة على إرساء تحالف قوي بين إدارته ودول خليجية في مواجهة إيران. موقف ترامب من منع إيران تملك القنبلة الذرية واضح وحازم، أما بايدن، فهو ملتزم بتطبيق إتفاق أوباما النووي مع إيران.

هذه المواقف لن تؤثر على الموقف السعودي من الإرهاب الإيراني. السعودية من  دول العشرين، وتحتفظ بمكانة اقليمية وعالمية محترمة. بإمكان بايدن تجاهل هذه الحقيقة، ولكنه لن يستطيع تغييرها.

كلا الفريقين – الديمقراطي والجمهوري -  في الولايات المتحدة لهما رؤى مختلفة حول السعودية والمنطقة العربية. الفروقات بين سياسة (اوباما-بايدن) وسياسة ترامب واضحة للعيان؛ ترامب بدأ نهجه بالتعاون الاستراتيجي والأمني مع الرياض، بينما أثار سلفه أوباما شكوك دول مجلس التعاون الخليجي. توجهات ترامب معروفة وتصب في مصلحتنا، بينما مواقف أوباما كانت تخفي في ثناياها التآمر ضد السعودية والبحرين.

الكتاب يقرأ من عنوانه، إلا أن الأهم ما بعد إعلان النتيجة. نحن لن نقرأ العنوان فقط، بل سَنَتَعَرف على التفاصيل وكيفية التعايش معها بكل أريحية لما يخدم مصالحنا الوطنية.