December 27, 2020

بأي حال عدت يا كريسماس

عبدالله العلمي

27 ديسمبر 2020

برغم إعصار كورونا المباغت، إلا أن بعض الأخبار المُبْهجة في السعودية نهاية هذا العام جاءت متتابعة. من ضمن هذه الأخبار أن السعودية قللت الأضرار الناتجة عن الجائحة التي أصابت العالم، كما أنجزت بنجاح مهمة رئاسة مجموعة العشرين.

اقتصادياً، جاءت الميزانية السعودية طموحة رغم الظروف الحالية. الإيرادات تُقَدَرْ بنحو 833 مليار ريال والنفقات 1020 مليار ريال، إلا أن الدولة ماضية في توجيه الميزانية لتحقيق التوازن المالي ولحماية سبل عيش المواطن. إضافة لذلك، مازال (حساب المواطن) ساري المفعول لتغطية ارتفاع أسعار السلع والخدمات.

ورغم زيادة سعر ضريبة القيمة المضافة ومعاناة الاقتصاد السعودي من الجائحة العالمية كسائر اقتصادات العالم، إلا أن السعودية ماضية بتوطين الوظائف وآخرها سعودة المهن المحاسبية. الأمل اليوم طرح برامج مشابهة لتوطين عشرات الوف الوظائف في مهن الطب والصيدلة والتمريض. كذلك نأمل رفع نسبة المحامين السعوديين، فهذا شأن داخلي يتعلق بتطبيق النظام وصيانة القانون.

إجتماعياً، حصلت المملكة على المركز 40 والثانية عربيا في مؤشر التنمية البشرية الذي يصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للصحة والتعليم ضمن 189 دولة حول العالم. كذلك نجحت السعودية بطي قيد عدد من الأئمة الذين لم ينفذوا تعاميم وزارة الشؤون الإسلامية، والمضي بحرفية كبيرة بمراجعة المناهج الدينية.

اقليمياً، نجحت السعودية بتعميق علاقاتها مع جارتها البحرين. الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي – البحريني نجح بامتياز، والمهم تنفيذ بنود الاتفاق بين البلدين. كذلك نجح إتفاق الرياض بتشكيل بداية لمرحلة جديدة للتوافق وإنهاء الانقسام واستكمال بناء المؤسسات لإستعادة دولة اليمن حرة مستقلة.

عالمياً، ما يثلج الصدر أن جامع مركز الملك عبدالله المالي (كافد) في الرياض حاز على جائزة العمارة العالمية عن فئة التصاميم الدينية لعام 2020 والتي يمنحها متحف أثينيوم في شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية لأفضل التصاميم العالمية سنوياً. كذلك تم ترشيح الفيلم الروائي "سيدة البحر" ليمثل المملكة رسمياً في مسابقة الأوسكار المقبل عن فئة أفضل فيلم دولي.

ماذا عن المستقبل؟ ترجح التقارير المحلية والعالمية أن ضعف سوق العمل ربما يستمر لفترة قليلة قادمة. إلا أن هذا لن يثنينا عن تحقيق أهداف وبرامج الرؤية، وخاصة زيادة الضخ الاستثماري ورفع الجاهزية المستقبلية لأي تحديات طارئة.

بإختصار، مازالت السعودية تحقق بعض النجاحات رغم انخفاض الإيرادات وارتفاع النفقات، وانقلاب العديد من المفاهيم التي كانت تُعْتَبَر غير قابلة للتعديل أو التغيير. كريسماس هذا العام ليس سيئاً جداً على الأقل بالنسبة للمتفائلين.

*كاتب سعودي

No comments: