December 22, 2020

الأخبار المبهجة تأتي تباعاً

 

عبدالله العلمي

22 ديسمبر 2020

الأخبار المبهجة في السعودية هذا الأسبوع جاءت متتابعة؛ إعلان اليوم الدولي للأخوة الإنسانية، طي قيد عدد من الأئمة الذين لم ينفذوا تعاميم وزارة الشؤون الإسلامية، والمضي في مراجعة المناهج الدينية.

بداية، الف مبروك اعتماد الأمم المتحدة بالإجماع قراراً تقدمت به السعودية، والامارات، والبحرين، ومصر، يدعو إلى الاحتفال باليوم "الدولي للأخوة الإنسانية" في الرابع من فبراير من كل عام. نعم، نريد تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات والاستقرار الاجتماعي، والعمل على إحلال السلام.

هذه هي جهود المملكة العربية السعودية المشتركة مع الدول الراعية للقرار لمكافحة خطاب الكراهية الدينية ولنشر ثقافة التسامح والسلام. لن نحيد عن احترام التنوع الثقافي، وتهيئة البيئة المواتية محلياً وعالمياً لتحقيق التفاهم والاحترام المتبادل لجميع الأديان. هذه مناسبة لحث جميع الدول الأعضاء والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى والمجتمع المدني، إلى الاحتفال باليوم الدولي للأخوة الإنسانية.

الخبر الثاني طي قيد عدد من الأئمة الذين لم ينفذوا تعاميم وزارة الشؤون الإسلامية وفروعها بمناطق المملكة في التحذير من خطر جماعة الإخوان. وظيفة أئمة المساجد هي توعية المسلم في أمور دينه ودنياه، ونبذ الغلو والتطرف ونشر منهج الاعتدال والوسطية. أما التحزبات وإشعال الفتن وإتباع من سيسوا الدين لتدمير الأوطان فلا مكان لهم بيننا.

علينا نشر الدعوة وفق منهج الوسطية والاعتدال. علينا جميعاً التعاون مع الدولة للإبلاغ عن المتعاطفين مع الاخوان والسروريين الذين يهددون أمن وسلامة المجتمع، وإبعاد كل من يتعاطف مع الجماعة أو فكرها أو رموزها عن أي منصب إشرافي أو من التدريس العام.

أما الخبر الهام الثالث فهو مراجعة السعودية للمناهج الدراسية. لا شك أن الأديان حافظت على مكانتها كمصدر للقيم والأخلاق. إلا انه واجب علينا إعادة النظر في المناهج الدينية، وبذل كل جهد ممكن لتنظيف نظام التعليم من فكر الجماعات الإرهابية.

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ناقش بالتفصيل خلال لقاء إعلامي إشكالية غزو فكر جماعة الإخوان المسلمين لمنظومة التعليم في المملكة، وحرص السعودية على اجتثاث كل من ينتمي لهذا الفكر أو يتعاطف معه. كذلك ورد في حديث لوزير التعليم السعودي السابق أحمد العيسى أن توغل جماعة الإخوان في التعليم حقيقة لا تقبل النقاش.

نقدر جهود الدولة وحرصها على مقدرات الوطن والعناية بالأفراد والجماعات، إلا أن علينا أيضاً التأكيد على ضرورة إعطاء مساحة أكبر للمحافظة على المدارس والمنابر الدعوية والمجتمع من مشعلي الفتن.

لعلنا نبدأ العام الجديد بدعوة للتعايش السلمي والكف عن بث رسائل الكراهية والبغضاء تحت مظلة محاربة (الآخر). أمامنا فرصة تاريخية لتجديد وتفعيل الحوار البناء والعلاقة الاستراتيجية مع شعوب العالم لما فيه خير ومصلحة الإنسان والإنسانية.

*كاتب سعودي

No comments: