عبدالله العلمي*
أحبك ياوطني بكل بقعة فيك
بجبالك ووديانك وشواطئك وبحارك
وأراضيك
أحبك ياوطني في مكة المسجد الحرام
حيث رفع ابراهيم عليه السلام قواعد البيت والكعبة
فقال الكون لبيك
أحب فيكِ يا مكة (المعلاة)
و(المسفلة) و(الشبيكة) وكل بقعة نور طاهرة بيضاء الجبينْ
أحبك ياوطني في المدينة المنورة
والمسجد النبوي الذي يحتضن قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم الأمينْ
أحب فيكِ يايثرب الجبال والوديان
والحرار
وتاريخ مدائن صالح ونسيم (قباء)
و(العلا)...بساتين تسر الناظرينْ
أحبك ياوطني في الرياض قلب الجزيرة
النابض على هضبة نجد الحصن الحصينْ
أحب فيكِ أيتها الرياض الهيفاء
(وادي حنيفة) و(وادي البطحاء) و(البطينْ)
وكما أستقبلت وديانك يارياض
الجزيرة مياه الامطار والسيول فسموكِ خضراء حجر حاضرة اليمامة
فأنت أيضاً يارياض اليوم تستقبلين
الخير والبركات في مهرجانات الجنادرية
وعلى أبواب المصمك تروي ملاحم
المحاربينْ
أحبِ فيك يانجد تاريخنا في الدرعية
وملامح حي عرقة والعمارية
وقصور سلوى والأسوار والحصون
والقلعتينْ
هنا سطر المؤسس عبد العزيز أسطورة
التوحيد من (المليبيد)
فحقق بإذن الله النصر المبينْ
أحبك ياوطني في الشرقية في الدمام
والخبر والقطيف
وكل شبر على ساحل الخليج مروراً
بالخفجي ويبرينْ
أحبك ياجبل قارة الأحساء يا جبل
الشبعان
تطل شامخاً على مشارف الهفوف
ونخيلها المملودة وبيوتها الطينْ
أحبك ياالجبيل أيتها القرية
المستلقية فوق أجمل شواطئ الخليج
والحاضنة لصناعة الوطن من الدار
لقصر (دارينْ)
أحبك ياوطني في الظهران وراس تنورة
وبقيق
حيث تكد سواعد الرجال وعقول النساء
لضخ الخير من كل بئر وعينْ
أحب فيك ياوطني واحة القطيف أقدم
مناطق الخليج عشقاً
تحكي قصص لعبة النطة والمحاذف وسبع
الحجر والشعرور كما تحكي حضارات وثقافات آلاف السنينْ
أحب فيكِ سوق الخميس والعوامية
وجزيرة تاروت
وقفت حجر عثرة من البرتغال إلى
العثمانيينْ
ولي عشق في الشرقية في الدوحة
والدانة القسيمة لا يوازيها عشق ولا تساويها محبة أو حنينْ
أحبك ياوطني في عسير ولم تكوني
يوماً عسيرة
بل يسيرة المهدِ حلوة القوامِ
كريمة الأصل حلوة الخدينْ
أستنشق في ربوعك ياعسير الجنوب
نسيم قحطان وضيافة شهران وشهامة حطينْ
وبني عمر وبللحمر وبللسمر وبلقرن
وآل عائض وشمران وأهلك الطيبينْ
أحبك ياوطني في نجران واحة المسافر
العطشان
حيث نُقِشَ تاريخ الجنوب كله في
أشجاركِ وصخوركِ في قرى (القابل)
و(السودا والحمر) وجبل (المسماة)
وآثارمدينة (الأخدود) في كتب المؤرخينْ
وقفتِ يانجران ممشوقة القدِ رابطة
الجأش أمام الغزاة المحتلينْ
حتى أتى الرومان بجيوشهم وأعتدوا
على خديكِ الطاهرتين
فما نال منكِ يانجران جبروت قيصر
أو غزو (معينْ)
أحبك يا وطني في الجوف وتبوك نبض
المحبينْ
يا عمقنا الاستراتيجي في الشمال
يابوابة الوطن أمام بلاد الشام والرافدينْ
إن كل مافيكِ من ثرواتٍ من معادن
وكنوز الأرض هبة من رب العالمينْ
أحب فيكِ ياتبوك عبق شجر الزيتون
كلما هبت نسمات هواؤك العليل
أحببت فيكِ ياتبوك كرم رجالك حماة
الدينْ
أحب فيكِ أنوثة نسائك الخودِ فهن
من زهور قطافك من الورد الجوري والأقحوان وقرنفل العاشقينْ
أحب فيك ياتبوك ولاؤك ينبض فخراً
من قبائل بني عطيه والحويطات وشمر والشرارت
فصمودهم - يروي التاريخ - لا يلينْ
أحبك ياوطني في حائل يامفتاح
الصحراء ياشموس البر
حين احتوت دروبك الطويلة قوافل
التجار والمسافرينْ
أحبكِ ياعروس الشمال ياغيداء
الأنسِ يامن شكلتِ (حائلاً)
في أوقات الغيث بين أجا وسلمى
يامن استيقظ من بين أحضانكِ حاتم
الطائي أشهر العرب جوداً بل أكرم المحسنينْ
هنا قامت مدينة جبة وهناك روت
الرحالة الانجليزية "الليدي آن بلنت"
قصة رحلتها الشهيرة في أعماق صحراء
النفود تشهد لها الأيام والسنينْ
أحبك ياوطني في ينبع البحر يامدينة
الـ 2500 عام مشى في دربك التجار من كل صوب
يحملون البهارات و البخور من اليمن
السعيد إلى مصر وسواحل الأبيض المتوسط
كأنك حسناء دعجاء هجينْ
أحب فيكِ ياينبع العيص ومازلت أشم
فيها قوافل وهوادج قريش في رحلتي الشتاء والصيف
تعج بالتجار والفرسان والمسافرينْ
أحبك ياوطني في الطائف اللدانة
طافت على الماء كأصحاب الصريم
بنوا حائطاً حولكِ كعروس وضيئة
تختال زهواً وفخراً فوق جبال الساحلينْ
أحب فيك ياوطني أبها البهية
وبيوتها الطينية والحجرية
تقف شامخة منذ مئات السنينْ
أحب فيكِ يا أبها يامجدولة المطر
تحيط بكِ أشجار الخوخ والمشمش
والبرشومي والرمان والتفاح والورد الطائفي
كخجل بتول من قبلة الوجنتينْ
أحبك ياوطني بدون أحزاب ولا تكتلات
أو تحالفات ولا يسار أو يمينْ
هكذا أنت أجمل بدون وصاية من فلان
أو فلان
يومنا الوطني هو يوم لنا كلنا بكل
أطيافنا وألواننا نشعر فيه بالفرح وبهجة الآمنينْ
يومنا ليس يوم شعارات ثورية وقومية
بل يوم مبايعة نخلة رخاء وحكمة
سيفينْ
*كاتب سعودي