عبدالله العلمي
6 مارس 2022
تبرع السعودية بـ 36 مليون دولار للبنان جاء محدد التضاريس وفق الاتفاق السعودي الفرنسي لمساعدة لبنان. هذه الإعانة تساهم بتحقيق عدة أهداف نبيلة، تشمل تقديم مساعدة لمراكز الرعاية الصحية الطارئة للشعب اللبناني في مواجهة كورونا، وتمويل المساعدة الغذائية "في كل أنحاء لبنان".
التبرعات السعودية للبنان مبادرة ممتازة، بشرط أن لا تمر المساعدات عبر حزب الله أو الصهر المدلل؛ نريدها أن تصل مباشرة للشعب اللبناني الشقيق. لا أحد – غير حزب الله وإيران – يتمنى أن يتم "تصريف" الأموال في لبنان في ساحات الصراعات وشراء الصواريخ وتجهيز مؤامرات الحروب والقتال.
مازال العالم ينظر ببعض الشك لكيفية صرف الأموال في لبنان، سواءاً الهبات من الدول الصديقة أو أسلوب التعامل الجاد مع الفاسدين الذين يسرقون لقمة العيش من أفواه الشعب اللبناني. أقصد تحديداً حزب الله اللبناني المسنود عسكرياً وعقائدياً من طهران. لن يقوم لبنان من "جورة" الفساد المالي والتدهور الإقتصادي طالما يسيطر حزب الله على موارد الدولة. للأسف نجح حزب حسن بتحقيق أهدافه؛ مؤسسات معطلة، شباب مهاجر، أموال منهوبة، حسابات بنكية "مُغلَقَة"، ودولة عاجزة.
نأمل أن نشهد قريباً بداية انحسار التأثير الإيراني على الوضع في لبنان، وخاصة بعد فرض مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي، حظر السلاح على ميليشيات الحوثي المتحالفة مع إيران. هذه الميليشيا تبنت الهجمات الإرهابية بطائرات مسيرة وصواريخ على الإمارات والسعودية، ولم يكن لها أن تنمو بدون الدعم الذي تتلقاه من حزب الله وإيران.
للأسف حزب الله، مدعوماً بالسلاح الإيراني، يشكل "تسونامي" لقمع الأهداف النبيلة التي يطمح إليها المواطن اللبناني. من مصلحة الحزب أن لا يتم التحقيق أو إعلان الحقيقة في تفجير مرفأ بيروت، بل أن تستمر حالة الإنقسام في لبنان. لهذا، يتردد صندوق النقد الدولي بتقديم أي مساعدة للبنان بدون البدء بعملية الإصلاح الشاملة. إلا أن القادم أسوء، وخاصة مع أزمة ارتفاع أسعار المحروقات والمحاذير من عدم القدرة على استيراد الكميات المحتاجة من القمح الأوكراني وجنون الدولار.