وُلِدَ في عام 1883 في لبنان في بيت فقير لأب حاصره الجهل والقمار، لم يستطع الذهاب للمدرسة، بل تلقى دروسه على يد كاهن القرية جرمانوس. هاجر الصبي برفقة عائلته إلى الولايات المتحدة، ثم عاد إلى شاطئ بيروت وهو في عمر الخامسة عشرة، كان الفتى ميالاً إلى الوحدة والتأمل؛ يا لها من مراهقة انطوائية صعبة أبعدته عن كل من حوله بمن فيهم أهله، وأقاربه والجيران.
مر بحياة مبعثرة مليئة بالتناقض بين جو الحرية الفكرية الاجتماعية في الولايات المتحدة، وبيئته الشرقية، وعلى الرغم من إعجابه بـ «رقي» الغربيين، إلا أن الشرق ظل موطناً لأحلامه وآماله كما قال. ربما أن الجانب المضيء في حياته في تلك الفترة كان سرعة البديهة والطموح والتواضع، ولعل تلك الصفات ممزوجة بعشقه للأدب والشعر صقلت شخصيته فكرياً وعاطفياً.
أما فكرياً، فقد أكد موقفه، وهو مسيحي الأصل والعائلة والتراث، أنه ليس مناهضاً للإسلام، بل اعترف أنه يحترم الإسلام. هذا ليس كل شيء، بل رفض تسييس الدين سواء الإسلامي أو المسيحي. جاهر بعروبته قائلاً، «أنا لبناني ولي فخر في ذلك، ولست بعثماني، ولي فخر في ذلك أيضاً .. لي وطن أعتز بمحاسنه، ولي أمة أتباهى بمآتيها».
كان يفتخر بديانته المسيحية، ولكنه جاهر بحبه للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وللدين الإسلامي الحنيف.
عاطفياً، عشق فتاة أحلامه عشقاً فريداً لا مثيل له في تاريخ الأدب وسير العشاق، استمرت «العلاقة» بينهما عشرين عاماً دون أن يلتقيا، ومع ذلك كانا أقرب عاشقين.
العاشر من أبريل عام 1931 كان يوماً حزيناً، توفي بطلنا في نيويورك وهو في الـ 48 من عمره، تحققت أمنيته ودفن في صومعته القديمة في لبنان، والتي تحولت إلى متحف يؤمه الكُتاب والشعراء.
إنه جبران خليل جبران، عاش قصة حب خالدة مع مي زيادة، ومن أشهر كتبه «النبي» الذي تُرْجِم إلى أكثر من خمسين لغة حول العالم.