عبدالله العلمي*
26 نوفمبر 2020
أجبت على سؤال إحدى القنوات الإعلامية هذا الأسبوع حول الهجوم الصاروخي في 23 نوفمبر الحالي على محطة لتوزيع المنتجات البترولية في جدة. الجاني معروف؛ السعودية أبلغت مجلس الأمن الدولي بأن جماعة الحوثي اليمنية هي المسؤولة عن الهجوم.
الصاروخ المتسلل في ظلام الحقد أصاب صهريج التخزين، الذي تبلغ طاقته 500 ألف برميل. بفضل الله لم يُصب أحد خلال هذا الاعتداء الإرهابي. كالعادة، أولوية أرامكو السعودية القصوى هي دائماً سلامة موظفيها ومقاوليها، وستظل كذلك.
السعودية حثت مجلس الأمن على وقف التهديد المحدق بأمن الطاقة العالمية، والعملية السياسية الخاصة باليمن والأمن الإقليمي. في نفس الوقت، حافظت السعودية بهدوء رصين على استمرارية أداء شركتها، لم يكن هناك أيّ تأثير على إمدادات شركة ارامكو السعودية لعملائها.
تعرضت أرامكو السعودية لعدة اعتداءات إرهابية خلال السنوات الأخيرة، أبرزها في بقيق - خريص في عام 2019م، وأظهرت الشركة تعاملها مع آثارها بسرعة وفعالية مراراً وتكراراً. السعودية تعاملت بحرفية عالية مع الحادث الأخير وأكدت أنها لن تدخر جهداً لحماية أراضيها ومواطنيها. تم إخماد الحريق بسرعة بفضل الإجراءات السريعة والحاسمة لفرق الاستجابة للطوارئ، والتطبيق الفعّال لأنظمة السلامة.
تواصلت الإدانات الدولية للهجوم الإرهابي، مؤكدة تضامنها ووقوفها مع السعودية. هذه الاعتداءات الإرهابية ليست مجرد اعتداءات على المملكة، إنما هي اعتداءات على الاقتصاد العالمي بأكمله، وإمدادات النفط إلى الأسواق الدولية.
العالم كله تقريباً وقف بجانب السعودية. استمعنا لتنديدات صارخة عبر ميكروفونات الاذاعات طبعاً. دعم العالم ما تتخذه الرياض من إجراءات لحماية منشآتها الحيوية والاقتصادية ضد كل من يحاول المساس بأمنها واستقرارها، نقطة في آخر السطر.
الاحتواء السريع للحريق يمثّل دليلًا على كفاءة وشجاعة موظفي شركة ارامكو السعودية المدربين تدريباً جيداً. نحن فخورون للغاية بشجاعة وتفاني ومهنية جميع المشاركين في الاستجابة. إن مرونة الشركة في مواجهة مثل هذا الاعتداء الإرهابي يوضح التزامها باستمرار إمدادات العالم بالطاقة.
بعض دول العالم أيضاً كانت ملتزمة بمواجهة هذا العمل الإرهابي. الوكالة الدولية للطاقة "ما قصرت"، بل دعت إلى ضرورة (التيقظ) تجاه التهديدات التي تطال أمن الطاقة. الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش أبدى قلقه (جزاه الله خيراً)، نعم هو نفسه الذي دعا بقوة وصرامة إلى سيادة القانون فورا في مالي، ونادى لإعادة البناء بشكل أفضل في أمريكا اللاتينية. كنا نأمل أن تنادي الأمم المتحدة بسيادة القانون "فوراً" في طهران، وأن تنادي لإعادة البناء في اليمن المحتلة من قبل الميليشيات الإيرانية.
لم تتأخر بعض الميكروفونات (جزاها الله خيراً) عن تضامنها (الكامل) مع السعودية إزاء هذه الهجمات الإرهابية. شكراً لدعم إذاعات الدول الصديقة التي "رفضت" و "ادانت" و "شجبت" و "استنكرت".
الخلاصة؛ هذه هي السعودية. تم إطفاء الحريق في [40] دقيقة، واستؤنفت العمليات في جدة بعد [3] ساعات فقط من الهجوم، مما يؤكد موثوقية خطط وتدابير استمرارية الأعمال لدى أرامكو السعودية.
هذه هي السعودية في مواجهة العمليات والهجمات الإرهابية التي تشنها الجماعات والتيارات الإرهابية الرامية إلى النيل من أمن واستقرار هذا الوطن الغالي.