عبدالله العلمي
22 فبراير 2021
انتشرت هذا الأسبوع في وسائل الإعلام الاسترالية وجهة نظر حول السياسة الأمريكية الجديدة في عهد الرئيس جو بايدن. لب الموضوع أن نائبة الرئيس الأمريكي، السيدة كاميلا هاريس، هي من تدير الخطوط العريضة للسياسة الخارجية للولايات المتحدة بسبب حالة النسيان المتكررة للرئيس. أحد الدلائل هو إتهام الرئيس الأمريكي السعودية كلياً حول الأوضاع في اليمن. بل أن بعض القنوات الإعلامية وصفت تصرف بايدن "بالمتهور" بسبب تحمسه المتسارع للتفاوض مع إيران حول الإتفاق النووي، وتجاهله الكامل للإصلاحات التي تطبقها السعودية وسعي الرياض للقضاء على الارهاب.
تكررت مظاهر الخرف والنسيان أمام الكاميرا لدى جو بايدن حتى قبل
الانتخابات الأمريكية. إتهام بايدن للسعودية بأنها تتحمل "المسؤولية الأكبر"
عن عدم الاستقرار الإقليمي دليل على فقدان الذاكرة. الأكثر غرابة هو قرار بايدن
الأخير بالتمهل ببيع الأسلحة للسعودية، مما يُعد مخالفاً لجميع المواثيق
والمعاهدات بين الرياض وواشنطن.
حالة النسيان لدى بايدن ليست جديدة. في المناظرة الرئاسية نسي بايدن
اسم الجامعة التي تخرج منها. وفي المهرجان الإنتخابي، أطلق بايدن على خصمه ترامب
اسم "جورج"! ولم "يتذكر" بايدن اسم خصمه إلا بعد أن "وخزته"
زوجته التي كانت إلى جانبه وهمست "ترامب… ترامب"!
وعلى الرغم من أن بايدن انتقد أداء السعودية في اليمن، إلا أنه ظل
صامتاً أمام تهديدات الحوثيين، المصدر الرئيسي للحرب. "نسي" بايدن أن الحوثيين
هاجموا السعودية بصواريخ باليستية وطائرات بدون طيار وأعلنوا جهاراً عن مسؤوليتهم
عن الهجوم على منشآت أرامكو في 2019 والذي هدد بتعطيل إمدادات النفط العالمية. الإدارة
الأمريكية الجديدة برأت الحوثيين من العقاب، بل أن بايدن ألغى تصنيف الحوثيين كجماعة
ارهابية.
"الخرف الرئاسي" لم يعترف بانجازات السعودية في مجالي الحريات
الشخصية وحقوق الإنسان. فمنذ عام 2016، وبفضل جهود ولي العهد – الأمير محمد بن
سلمان - سعت المملكة العربية السعودية لتطبيق تغييرات جذرية مثل فرض قيود على هيئة
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإلغاء الحظر على الحفلات الموسيقية ودور
السينما. فقدان الذاكرة والتمييز والتفكير المنطقي والحكمة لدى الرئيس بايدن نتج
عنها "نسيانه" التزام السعودية بالسماح للمرأة بقيادة السيارة، وإزالة المواد
المعادية للسامية والمسيحية من كتبها المدرسية، وتشجيع السعودية للسياح الأجانب الاستمتاع
بالتجول بحرية في جميع مناطق المملكة السياحية.
من أبرز مظاهر الخرف: النسيان، وتدهور الذاكرة، وهذه أعراض ظهرت على
بايدن أمام الملايين من الملأ. لذلك، فإن إعطاء بايدن فرصة لإيران - التي طالما
أساءت لالتزاماتها ونقضت تعهداتها- بدون مقابل دليل على "نسيان" الجرائم
الإيرانية ضد الولايات المتحدة والعالم. هذا بحد ذاته، سيساعد طهران على إنتاج كمية
المواد النووية اللازمة لتصنيع قنبلة في غضون أسابيع.
سياسة الرئيس بايدن "المعادية" للسعودية، وإرساله إشارات ودية
لإيران تعتبر من علامات حالة "الخرف". ربما لن يكون بايدن الرئيس الفعلي
للولايات المتحدة، بل ستدير كمالا هاريس وأوباما وحاشية الحزب الديموقراطي شؤون
البلاد إلى أن تنقضي الفترة الرئاسية.
No comments:
Post a Comment