عبدالله العلمي
3 اكتوبر 2020
تضامنت السعودية والكويت في نوفمبر 2007 لإبعاد النفط عن المزايدات السياسية الرخيصة التي أشعلتها بعض الدول الصناعية حول مسؤولية دول النفط عن زيادة حدة التلوث على الكرة الأرضية. أطلقت السعودية برنامج البحوث العلمية المتصلة بالطاقة بحوالي 300 مليون دولار. لم يتأخر أمير الكويت الراحل صباح الأحمد الصباح عن التبرع بمبلغ 150 مليون دولار دعماً للبرنامج.
في 2008 أنشأت الكويت "صندوق الحياة
الكريمة" وساهمت بـ 100 مليون دولار لمواجهة الانعكاسات السلبية لأزمة الغذاء
العالمية. كان الأمير الراحل حريصاً ان تشارك الكويت في كل الاعمال الاغاثية. أثبت
سموه فعالية إدارته للأزمات، فطرح هذه المبادرة الإنسانية في فترة صعبة كان العالم
يمر فيها بالركود الاقتصادي. ساهمت الكويت بتقديم المساعدة لحل أزمة الرهن
العقاري، وانهيار البنوك، ثم أزمة صناعة السيارات الأمريكية.
في 1 يناير 2009، أطلق الأمير صباح الأحمد
الصباح مبادرة دعم وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة خلال مؤتمر القمة العربية
الاقتصادية برأسمال قدره مليار دولار. تلقى الصندوق مبلغ مليار و300 مليون دولار
سددتها 13 دولة عربية. نتج عن هذا البرنامج الإنمائي عدة مبادرات هادفة من أهمها:
(1) دعم التوظيف، (2) الحد من البطالة والفقر في الدول العربية، (3) تنفيذ الأهداف التنموية للألفية، (4) تطوير
التعليم في الوطن العربي، و (5) تحسين مستوى الرعاية الصحية.
استمرت حكومة الكويت بتقديم المعونات وتبني
البرامج الإنسانية رغم معاناة الاقتصاد الكويتي نتيجة لتفشي فيروس كورونا وضعف
أسعار النفط. الحكومة الكويتية تدرس حالياً خيارات لتمويل عجز الميزانية، في ظل
غياب قانون يسمح لها بالاقتراض من الأسواق. تمت إحالة قانون الدين العام إلى مجلس
الأمة، إلا أن رئيس المجلس وصف المشروع بأنه غير ملائم في موضوعه وتوقيته. على أي
حال، فرصة تمرير القانون بالمجلس كانت تكاد معدومة.
ماهي خيارات الكويت لمواجهة المستقبل وحل
الأزمة الإقتصادية؟ للمرة الأولى منذ التسعينات، تسري معلومات عن احتمال الاقتراض
من صندوق الأجيال القادمة. إلا أن مجلس الأمة الحالي ربما لن يقتنع بتمرير قانون
الاقتراض بسبب المخاوف من: (1) عدم القدرة على السداد، (2) هبوط الإيرادات، (3)
تراجع أسعار النفط، و (4) تنامي الدين العام للدولة.
فقد العالم صاحب العمل الانساني الذي كان يدعم
دول العالم العربي والإسلامي. إلا أن الكويت ستستمر كما كان يفعل سمو الأمير
الراحل، بالتواصل مع مؤسسات المجتمع المدني، والشباب، والإعلام، والمؤسسات
الأكاديمية للخروج بسلام من الأزمة الحالية كما نجح باجتياز الأزمات السابقة.
No comments:
Post a Comment