عبدالله العلمي
22 مارس 2021
بدأت رحلات السعودية إلى الفضاء في عام 1985 حين صعد
الأمير سلطان بن سلمان على متن سفينة الفضاء ديسكفري كأول رائد فضاء عربي. في ديسمبر
2018 تأسست الهيئة السعودية للفضاء بأمر ملكي، وهي خطوة للانفتاح على الآفاق نحو
مستقبل أكثر ابتكاراً في قطاع الفضاء السعودي.
تمكنت السعودية بين أعوام 2000م - 2019م من إطلاق
16 قمراً صناعياً سعودياً إلى الفضاء بإشراف مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم
والتقنية. كذلك تم تسجيل القمر السعودي للاتصالات حاملاً توقيع سمو ولي العهد الأمير
محمد بن سلمان، بعبارة "فوق هام السحب".
أجرت الرياض مباحثات علمية مع المملكة المتحدة، وشركات
تقنية أوروبية، والخبير الأمريكي مايك سكاباروتي، والمنظمة الهندية لأبحاث الفضاء.
الحدث الأبرز هو توقيع الهيئة السعودية للفضاء - افتراضياً – اتفاقية مع وكالة
الفضاء الصينية لتنفيذ مهمة علمية سعودية على متن محطة الفضاء الصينية عام 2022م.
إضافة لما سبق، وقعت الرياض على عدة اتفاقيات في مجال تقنية الفضاء مع روسيا
وألمانيا وفرنسا.
تحرص السعودية على تصنيع الأقمار الصناعية كأجزاء
هيكلية على أراضي المملكة في الورشة التابعة لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم
والتقنية. كذلك يقوم فريق مهندسين بالمعهد السعودي لبحوث الفضاء والطيران بإنتاج
الألواح الإلكترونية لتشغيل القمر الصناعي وفقاً للمعايير الدولية.
تمتلك السعودية البنية التحتية لتجميع واختبار
الأقمار الصناعية في غرف اختبار تحاكي الظروف المتوقع أن يتعرض لها القمر الصناعي
أثناء إرساله إلى المدار وكذلك في الفضاء.
تشمل مهام المهندسين السعوديين المسؤولين عن هذه
الصناعة الشائكة تصميم وبناء واختبار أنظمة الأقمار الصناعية استناداً إلى
المعايير الدولية. اكتسب أبناء الوطن خبرة كبيرة في هذا المجال من خلال مشاريع البحث
والتطوير في تقنيات الأقمار الصناعية. بل أن لدى المواطن السعودي الخبرة لإدارة مشاريع
الأقمار الصناعية، وعمليات التصميم والاختبار، وعمليات التحقق والمصادقة والمحاكاة.
السعودية سباقة برفع مستوى اهتمامها بقطاع الفضاء
والتعاون مع الجهات العلمية الدولية لتنفيذ تجارب علمية في الفضاء. من أهم هذه
التجارب إنجاز مشروع "سعودي سات 4"، بالتعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية
"ناسا" وجامعة ستانفورد، والتعاون مع وكالة الفضاء الصينية بتجربة لاستكشاف
الجانب غير المرئي من القمر.
ماذا يحمل المستقبل؟ يعمل مجلس الشؤون الاقتصادية
والتنمية وهيئة الفضاء والجهات المتخصصة على اعتماد استراتيجية المملكة للفضاء
للعشر سنوات القادمة. لا شك أن هذه قفزة ذات أهمية كبيرة لتنمية رأس المال البشري
في علوم الفضاء. إضافة لما سبق، يُنتظر في المستقبل القريب إقرار الدولة
للاستراتيجية الوطنية للفضاء والتي تتضمن مشاريع طموحة تليق بمكانة المملكة. تعتمد
الاستراتيجية على تأسيس برنامج تمويل للمشاريع الناشئة والبحثية، وتحفيز الابتكار
في عصر جديد يتجلّى بجيل واعد.
No comments:
Post a Comment