October 30, 2024

"استورد من السعودية"

عبدالله العلمي

30 اكتوبر 2024



شد انتباهي خلال متابعتي للنشرة الإحصائية الشهرية للبنك المركزي السعودي 2024، تسجيل الإقتصاد السعودي نمو مستويات السيولة على أساس سنوي بنسبة 8.7 %، بزيادة 232,160 مليار ريال. بلغت الزيادة مستوى 2,906,636 مليون ريال، وهي قمة جديدة تُعد ربما الأعلى، مقارنة بنفس الفترة المماثلة من العام 2023، والتي بلغت 2,674,476 مليون ريال. هذه المستويات من السيولة القوية تُعد محركًا للمنظومة الاقتصادية والتجارية، ومساهمة في تحقيق معدلات إيجابية بمسيرة التنمية الشاملة.

لعلي أضيف أن التحول الكبير الذي تشهده المملكة العربية السعودية في كافة القطاعات، يترجم على أرض الواقع تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط من خلال الدفع بالاقتصاد الرقمي ودمج التكنولوجيا في مختلف القطاعات. على سبيل المثال، سجلت الدولة نمواً في الناتج المحلي الإجمالي من القطاع الرقمي فقط نسبته تزيد على 7% في العام الماضي. نتيجة هذه التطورات حتماً إيجابية، وهي استمرار التحول لإقتصاد مزدهر، وتحسين رفاهية المواطن، وإتاحة وتوفير فرص عمل جديدة لتعزيز التنمية داخل الدولة.

المساهمة الجادة للدول في تحقيق مستهدفاتها واستراتيجياتها ليست بالأمر السهل. لعلي أطرح بعض الأمثلة، الحكومة عازمة على إستكمال مساهمتها برفع حجم سوق العقارات في المملكة إلى 69.51 مليار دولار أمريكي في عام 2024، بل من المتوقع أن يصل إلى 101.62 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 8% خلال الفترة المتوقعة (2024-2029).

هذا أيضاً يعني أن السعودية في طليعة الأسواق العالمية في استخدام التقنيات، وتعزيز الابتكار، وتنظيم الممارسات المستدامة وتحديد الحلول المبتكرة، وتحفيز الاستثمارات المحلية والأجنبية. هكذا تعمل المملكة على تحقيق هدفين رئيسين؛ التواصل والتعاون مع العالم، والحرص على مكانتها كمركز عالمي للابتكار والمال والأعمال. إضافة لما سبق، الإصلاحات والمشاريع الاستثمارية الجديدة التي تُنفذها السعودية تساهم في استقطاب رؤوس الأموال الأجنبية للقطاعات الجديدة. الدليل أن قطاع الفنون والترفيه سجل أعلى نمو سنوي في الاستثمار الأجنبي المباشر بالقطاعات الاقتصادية بالمملكة، وبنسبة 163.3% مرتفعا من 645.08 مليون ريال في 2022 إلى 1.69 مليار ريال في 2023.

طالما أن الحديث هنا عن القطاعات الجديدة، لابد من توجيه التحية لهيئة تنمية صادرات المملكة لإطلاقها خدمة "استورد من السعودية" التي تهدف إلى ربط المستوردين الدوليين بالمصدرين السعوديين لتسهيل عملية الاستيراد وإيصال المنتجات الوطنية إلى أسواق عالمية جديدة. هذا الأسلوب الحديث، والمعترف به في الدول المتقدمة، يعمل على فتح آفاق جديدة للمنتجات السعودية غير النفطية، ويعزز وجودها في الأسواق العالمية.

آخر الكلام. لاشك أن الرياض ماضية في تحديد الاتجاه الصحيح في تطبيق أفضل الممارسات المالية وتطوير الأعمال والشراكات. من التطورات الهامة الأخيرة في المملكة، حصولها على المراكز المتقدمة من منظمة الأمم المتحدة UN لعام 2024 لمؤشر الخدمات الرقمية، وفي مؤشر المشاركة الإلكترونية، وفي البيانات الحكومية المفتوحة، وكذلك في مجال المهارات التقنية.

October 9, 2024

سبعون مليون سائح إلى السعودية

عبدالله العلمي

9 اكتوبر 2024

 


تستمر المملكة العربية السعودية بتحقيق العديد من الإنجازات غير المسبوقة بمستهدفات رؤية طموحة على مختلف الصعد المحلية والعربية والدولية. من ضمن الأمثلة على نجاح المملكة عالمياً، إطلاق بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية الذي نظمتها الرياض هذا الصيف لتصبح مناسبة سنوية. كذلك انضمت السعودية رسمياً إلى اتفاقية الأمم المتحدة، بشأن عقود البيع الدولي للبضائع ((CISG لتصبح الدولة رقم 96 التي تنضمّ للاتفاقية. إضافة لما سبق، تستحوذ الرياض على حصة في رونغشنغ للبتروكيميائيات بقيمة 3.4 مليارات دولار، كما تستعد من الآن لإستضافة معرض إكسبو 2030.

أريد أن أضيف إهتمام المملكة بإستضافة الكثير من المؤتمرات العربية والإقليمية والدولية لوضع حلول للأزمات السياسية والاقتصادية التي تعصف بالمنطقة والعالم. كذلك نجحت السعودية بإعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي، وإعلانها عن توسيع برنامجها للتوطين وتوقيع 40 اتفاقية شراء مؤسسية بقيمة 6 مليارات دولار أمريكي. هذا ليس كل شئ، بل تم تدشين آخر طائرة (هوك تي 165) تم تجميعها وتصنيع بعض أجزائها في المملكة، ونتوقع إبرام (صندوق الاستثمارات العامة) السعودي شراكات استراتيجية مع هيئات متخصصة في مبيعات التجزئة والعقارات، وكذلك نية مؤسسات فرنسية كبرى العمل بقطاع الأبنية الخضراء في السعودية.

لعلي أطرح أمثلة أخرى عن تطور المملكة. يشارك الجناح السعودي في منتدى "سوق السفر العالمي" في 5 نوفمبر القادم كشريك استراتيجي في العاصمة البريطانية لندن. ليس لدي أدنى شك أن النجاح الذي ستحققه هذه الفعالية يتزامن مع تَحَول السعودية إلى وجهة سياحية رائدة عالميًا. كذلك كلي ثقة من النجاح الذي سيحققه المنتدى بالتزامن مع تدشين مبادرات لتعزيز العلاقات بين المملكة المتحدة والعالم العربي في مجالات عدة، ومنها إطلاق "نادي ريادة الأعمال"، ومبادرة "جوائز السياحة العربية".

"نادي ريادة الأعمال" يهدف لتوفير منصة لتعزيز التعاون بين الشركات والمؤسسات والجامعات في كل من المملكة المتحدة والعالم العربي. أما الحدث الثاني، "جوائز السياحة العربية"، فهو يستهدف المهتمين بقطاعي السياحة والسفر من جميع أنحاء العالم، مع التركيز على إبراز الوجهات السياحية العربية. سُيقام حفل تدشين المبادرتين في منطقة نايتسبريدج وسط لندن، بحضور نحو 200 شخصية بارزة من وزراء ومسؤولين حكوميين، وسفراء، ودبلوماسيين، ورجال أعمال مرموقين من العالمين العربي والبريطاني. كذلك سيتضمن الحفل الإعلان الرسمي عن برنامج "لندن أرابيا 100"، والإعلان عن الفائزين بجوائز السياحة العربية البريطانية.

آخر الكلام. نجحت السعودية باستقبال نحو 17 مليون سائح خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2024 على مستوى الهيئات الثقافية والسياحية الوطنية، وأيضاً بتحقيق المراكز الأولى والفوز بجوائز عالمية. على سبيل المثال، إرتفعت أهداف السياحة الداخلية لتصل إلى 150 مليون زيارة و70 مليون سائح دولي سنويًا بحلول عام 2030. لعلي أضيف لما سبق، استمرار إهتمام الرياض الجاد بتقديم المعونات والمساعدات إلى الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، لتخفيف معاناة المحتاجين والحفاظ على الكرامة الإنسانية.